رمضان وعادات الصيام في الأديان

ككل عام، يأتي شهر رمضان محفوفًا بالطمأنينة والرحمة طيلة أيامه بلياليها، ورغم تعدد المناسبات طيلة العام إلا أننا نستقبله في كل بقاع الأرض واللغات بذات الحماسة له، لأنه أحد أكثر الأوقات المقدسة بالنسبة للمسلمين.

ذُكر شهر رمضان في القرآن بعدة مواضع من السورالتي بينت فيها أحكامه وأركانه، وفيه أُنزل  قوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) وقد عُرف رمضان من قبل بعثة النبي حيث كان عرب الجاهلية يسمون أشهر العام حسب وقت وقوعها، وجاء شهر رمضان من كلمة "رمض" وتعني شدة الحرارة، وقد وافق وقت تسميته حرارة الجو فسمي بذلك.

ولرمضان عاداته المتشابهة في كل دول العالم من الصيام منذ رؤية الخيط الأول للفجر حتى غروب الشمس، ولكل دولة عاداتها المتشابهة في ذلك، يحتفي بها المسلمون في هذا الشهر، ومايحبه الناس هو الحميمية الملازمة له طيلة أيامه الثلاثين والتي قد تنقص يومًا أو تكتمل بحسب رؤية هلال العيد، وأبرز تلك المتشتبهات فيه بن جميع الدول طبخ الأمهات الممزوج بالحنان في النهار والاجتماع على سفرة الإفطار، وما بعدها من تناول القهوة والشاي وتبادل أطراف الحديث حتى يحين وقت صلاة العشاء والتراويح.

لكل بلد عادة ولكل جزء من ذلك البلد عادة أخرى، في رمضان، لكن من افضل العادات بصورة خاصة هي عادة إرسال الأكل  وتبادل الصحون بين الجيران أو الإفطار الجماعي بين أبناء الحي الواحد، فتجد أن طعام العالم اجتمع على سفر الأفطار، بتنوع أكلاته واختلاف مناطقه، وبالتأكيد تخرج هذه الأصناف من تحت أيدي الامهات اللاتي يقضين طيلة النهار في صنع الوجبات الشهية الممزوجة بالحنان الذي ينتقل من قلوبهن لأيديهن لتلك السفرة، فتجد صوت قرقعة القدور والملاعق المتناغم مع صوت سيد الاستغفار والدعاء، يخرج من المطبخ بصورة جمالية تجعلني الابتسامة ترتسم  على قلوب الجميع قبل شفتهم لدهشة المنظر، فالحمد لله وجود جل الأمهات اللاتي يوزعن العاطفة على أرض المعمورة.

وبالحديث عن شهر رمضان والصيام، فإن في الأديان السماوية كذلك لها أيام يصوم فيها  أبناؤها

ففي اليهودية: يصوم اليهود أيامًا من العام أشهرها "يوم كابور " وهو اليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام " أي يوم عاشوراء" ويكون خمس وعشرون ساعة يبدأ من مغرب اليوم العاشر من أكتوبر وينتهي بمغرب اليوم الثاني..

والصيام لا يكون عن الأكل والشرب..

بل أيضًا عن الجماع، والاستحمام، وغسل الأسنان، وارتداء الأحذية، فهنا يكون فائدة الصيام التطهير.

أما في المسيحية فيكون الصيام لمدة أربعين يومًا أو "الصيام الكبير" يمتنع فيها المسيحيون -حسب شرقهم وغربهم- عن بعض الأطعمة:

فمسيحيو االشرق مثلًا يمتنعون عن أكل اللحوم ومنتجات الألبان، والغربيون يمتنعون عن السمك فيما يسمح لهم باللحم.

ومنهم من يصوم أيام الجمعة من العام لذكرى صلب المسيح عيسى عليه السلام.

وتكمن فائدة الصيام هنا هو الندم والتكفير عنه.

وأما في الإسلام، وقبل بعثة رسول الله كانت قريش تصوم عاشورا حيث -اليوم العاشر من شهر محرم- حيث كان واجبًا وكان رسول الله يصوم معهم حتى نزلت آياتالصيام في السنة الثانية للهجرة.

ويبقى صوم رمضان الفرض المحبب للأمة الاسلامية لما له من خصائص التراحم والتسابق للمغفرة وفعل الخير وصلة الأرحام وإخراج الصدقات، مما يجعله أجمل ثلاثين يوما في عام المسلم كله.

تقبل الله منا ومنكم.