مجرمة أمريكا الأولى

قصة وأغنية الأم باركر 


ولدت كيت باركر والمعروفة باسم ما باركر وآري باركر في 8 أكتوبر من عام 1873، لعائلة فقيرة ذات جذور أيرلندية واسكتلندية .

نشأت في عائلة هادئة نسبيًا تهتم للزراعه وفقًا ماذكراه المؤلفان كريس إنس وهوراد كازانجيان اللذان ألفا كتابًا  عنها باسم "ما باركر"، وبعد وفاة والدها التي احبته كثيرًا، تزوجت والدتها من رجل القانون الذي لم تتفق معه ولو بصورة بسيطة، شعرت أنه يعاملها وأشقائها بصورة سيئة عكس ابنائة، فعكست هذه المعاملة المملوءة بالظلم والاضطهاد على شخصيتها، فاصبحت فتاة متمردة، ما جعلها تُعجب بالمجرمين وخصوصًا جيسي جيمس المجرم الأكبر  في سرقة البنوك في ذلك الوقت، والذي افتتنت به بصورة كبيرة، حتى تزوجت في عام 1892 من جورج باركر، الذي كان عكسها تمامًا، حيث كانت بملامح قوية وعينان ذكيتان كان زوجها يفقر للحافز.

انجب كيت وجورج  أربعة ابناء: هيرمان ولويد وآرثر وفريد. بعد ذلك انتقلا إلى أوكلاهوما، حيث كان يعمل زوجها بوظائف متعددة و بسيطة، كمزارع، ومهندس محطة، وكاتب، لذلك لم يهتم
لتعليم أبنائه فنشأوا أميين.

وبسبب الفقر بدأ الابناء بارتكاب العديد من جرائم السرقة والقتل والوقوع في مشاكل مع القانون، حيث كان عام 1910م بداية تلك الجرائم عندما تم القبض على الابن الأكبر هيرمان بتهمة دهس طفل على الطريق والسطو والهروب، وفي عام 1927 توفي هيرمان في اشتباك مع الشرطة، حيث قتل شرطي ثم انتحر لتجنب الاعتقال

وفي عام 1928، سُجن الابن الثاني لويد باركر في السجن الفيدرالي في ليفنوورث، كانساس ، وكان الأخ آرثر "دوك" باركر في سجن ولاية أوكلاهوما ، بينما الأخ فريد في سجن ولاية كانساس.

ورغم أنها العقل المدبر لجرائم الأبناء إلا أنه لم يتم القبض عليها، لعدم ثبوت اشتراكها فيها، بل استخدمت كل الحيل الموجودة لإخراج أبناءها من السجن.


تسببت هذه الأحداث التي جاءت من عدم موافقة الأب على تصرفات أبنائه ودعم الأم لأبنائها على ارتكاب الجرائم، -وخصوصاً بعد انتحار هيرمان- في انفصال الزوجين باركر (جورج وكيت أو ما) 

عاشت الام باركر في فقر مدقع لمدة عامين، دون زوج وعمل بينما كان أبنائها في السجن، مالبثت أن التقت بآرثر دنلوب الذي انتقل للعيش معها لكنه كان يشرب الخمر بكثره وكثير التحدث، اعتقدت كيت أن الوضع تحسن في عام 1931، عندما تم إطلاق سراح ابنها فريد من السجن، و الذي انضم إلى زميله السابق في السجن ألفين كاربيس ليشكلوا عصابة باركر-كاربيس، والتي ارتكتب العديد من الجرائم منها جريمة قتل فيها دنلوب الذي اعتقدوا أنه اكتشف مخبأ العصابة وبلغ الشرطة، حيث وجدت جثته عارية بقرب بحيرة في ولاية ويسكونسن مقتولة بثلاث رصاصات اطلقت عليه من مسافة قريبة.

وفي أواخر عام 1931، قام فريد باركر وشريكه في الجريمة، ألفين كاربيس، بسرقة متجر في ويست بلينز بولاية ميسوري، وقتلوا عمدة المدينة. ونتيجة لذلك، أصبحت كيت باركر امرأة مطلوبة، وعرض ملصق يحمل صورتها بجائزة قدرها 100 دولار لمن يقبض عليها، ومع ذلك لم يردعها أو أبنائها هذا الأمر بل قام فريد وآرثر باركر، جنبًا إلى جنب مع ألفين كاربيس، بسرقة سلسلة من البنوك عبر الغرب الأوسط في عام 1932، مما أدى إلى مقتل المزيد من الضباط والمدنيين. سرعان ما أصبحت عصابة باركر-كاربيس واحدة من أخطر العصابات الإجرامية في الولايات المتحدة.

في 8 يناير، قبضوا على آرثر باركر في شيكاغو واعتقلوه، عندما قام مكتب التحقيقات الفيدرالي بتفتيش شقته ووجدوا خريطة لفلوريدا ورسالة محترقة بصورة جزئية مرسوم عليها رمز تمساح .فاستخدم مكتب التحقيقات الفيدرالي هذه القرائن للعثور على بحيرة في فلوريدا تفتخر بمثل هذا التمساح، حينها اتضح أن كيت باركر وابنها فريد باركر كانا يقيمان في كوخ على بحيرة وير ويقضيان الوقت في الصيد، حتى كان صباح يوم 16 يناير، الذي حاصر الفيدراليون المنزل وطالبوا ما وفريد ​​بالاستسلام. لكن فريد أخرج مدفعًا رشاشًا من النافذة بدلاً من ذلك. تلا ذلك تبادل لإطلاق النار استمر أربع ساعات -وهو الأطول في تاريخ مكتب التحقيقات الفيدرالي- وفي نهايته مات كل من كيت وابنها وفريد.

ألهمت قصة كيت باركر أو ما باركر العديد من صناع الأفلام والكتب المصورة وحتى الأغاني على مر السنين. لعبت الممثلة شيلي وينترز دور نسخة خيالية شريرة منها في المسلسل التلفزيوني " باتمان " عام 1966، بالإضافة إلى فيلم " Bloody Mama " في السبعينيات، والذي قام ببطولته أيضًا الشاب روبرت دي نيرو في دور لويد باركر.

كذلك ألهمت القصة فرقة  Boney M التي اصدرت الأغنية الراقصة " Ma Baker " في عام 1977، والتي تحتوي على كلمات مستوحاة من حياتها. تبدأ الأغنية بامرأة ريفية جذابة تقول: "تجمد! أنا ما بيكر. ارفع يديك في الهواء وأعطيني كل أموالك" كذلك قامت ليدي غاغا لاحقًا في اغنيتها " Poker Face " بذكر شخصية ما باركر في الجزئية التي تردد فيها "ma ma ma ma's" في بداية الاغنية والتي ترددها، فيما أنها تشير فيها إليها.

في عام 2016، تم تحويل المنزل الذي قتلت فيه كيت باركو أو "ما باركر" لمتحف، مكتمل بالأثاث الأصلي وثقوب الرصاص، وقيل إن شبحها يطارد المنزل.

 



 

حلا البكري
مدققة لغوية
حلا البكري
المدير العام
نهى الغامدي
محررة / مشرفة قسم المدونة
نهى الغامدي
محررة / كاتبة محتوى
خلود البناء
منتجة وسائط متعددة
خلود البناء
منتجة وسائط متعددة