أنت وحبك لذاتك

"أنت وحبك لذاتك"


ليلة هادئة، أتأمل فيها النجوم على إيقاع موسيقى إيطالية، ويخطر لي ما معنى أن تحب نفسك؟ كيف يكون حب الذات الصحيح؟ دائمًا  أرى في برامج السوشل ميديا نصائح عن طرق حب الذات أكثر، أو خطوات محددة لذلك وجميعها تكمن في أنها تطلب منك أن تفعل هذا وذاك، تكتب تلك العبارات، وتردد تلك الجمل، وفي الحقيقية جميع تلك الخطوات والنصائح فعالّة وننصحك بها.

ولكن لماذا بعد إتباع لكل تلك النصائح يجد البعض نفسه في خلاف مع ذاته؟ لحظات يتمنى فيها أنه ليس هو.

وكما يقال "حب الذات وتقبل الذات لا يأتي إلا إذا تلقيت أولاً حبًّا صحيا."

هناك فقرة قوية تقول " والحب الصحي للذات لا يتعلق بالدرجة إنما بالنوع”. بمعنى أنه ليس الأمر متعلقا بكون محبتك لنفسك أقل مما ينبغي أو أنها أكثر من المفترض.

فالحب الصحي لا يقبل التفاضل، والمحبة الصحية لا يمكنها أن تُقارن أو تُقاس أو تُوزَن بمعايير الكثرة والقلة، لأن المكيال الصحيح هو نوعية

المحبة لا كميتها.

 إن الحب الصحي بلا مقدار، سواء للذات أوللآخرين. هو ليس شيئًا كميا، وكل محبة خضعت للمعيارية والقياس والمقارنة هي محبة مريضة أو مَرَضِيَّة !..

إذا قرأت جيدا المقولة السابقة وأدركت عمق معانيها فستلاشى تشتتاتك عن مفهوم حب الذات.

حبك لذاتك بين يديك، حبك لذاتك يكمن في تقبلك المخلص لجميع شوائبك، وأن تمحوَ كل تلك الخطوط والحدود، حبك لذاتك هو عندما تستقبل نفسك بسعادة عند عتبة البيت أو أمام مرآتك الخاصة، حبك لذاتك بين كلماتك لنفسك.

وأن تستشعر نفسك بعد أن حررت نفسك من كل تلك المهام والواجبات.

لتصبح أنت فقط.

كخلاصة، إن كنت تكافح في حب ذاتك، إبدأ بشيء بسيط، مثل الاعتراف لنفسك بكل أفكارك ومشاعرك وهواجسك

وهذا لا يعني بالضرورة أن تتقبلهم ولكن حاول أن ترخي يدك  من أسواط جلد الذات.

وأجعل ذاتك تكون هي بلا أي أحكام.

ماريا محمد
مدققة لغوية
ماريا محمد
رئيس التخطيط والتطوير
خلود البناء
مصممة وسائط
خلود البناء
منتجة وسائط متعددة
نبأ الأمين
محررة / كاتبة محتوى
نبأ الأمين
محررة / كاتبة محتوى