كيف تتأمل في عالم مزدحم؟

كيف تتأمل في عالم مزدحم؟


حينَما تستيقظُ في الصباح تأملْ كم غالية هي هبة الحياة – فتتنفس وتُفَكِر وتستمتع وتُحِب 
ماركوس أوريليوس


أن تستشعر وجودك وحواسك، تتأمل السماء الصافية حولك، أو تستمع لحفيف الهواء، وتستشعره يتسلسل بين أصابع يديك وخصلات شعرك وخلايا بشرتك. أن تكون في الحاضر"الآن".

يقول روبن:“إن كنت قادرًا على أن تشعر بالسعادة في غرفة، فتخيل كيف ستكون حياتك أسعد”.

هل تستطيع الجلوس الآن في غرفة خالية من أي أجهزة أو مشتتات؟ تجلس وحيدًا مع نفسك تتأمل ما حولك بصمت، تتأمل الأفكار التي تراودك في تلك اللحظة، تسترجع ربما تلك اللحظات السعيدة، أو تشعر بالامتنان لنفسك ولما لديك، هل لك أن تفعل ذلك؟ تخيل أن هناك أشخاصًا يستمتعون بل يشعرون بالسعادة العارمة فقط لتأملهم لما حولهم .

أن تبتهج بشيء بسيط مثل بقائك في غرفة شبه فارغة، وعدم فعل شيء ، يجعلك قادرًا على الإحساس بأبسط الأمور الرائعة خلف تلك الأبواب، لتخرج منها مترقبًا حياة مليئة بالسعادة والدهشة.

بالطبع هذا لا يعني أن تعتكف في غرفة وحيدًا تتأمل ما حولك، المغزى هو أن تُفعّل هذه الخاصية لديك ليصبح كل ما حولك يستحق التأمل، وفي عصر الحداثة وبين المشتتات أصبح الفرد يركض بحثًا عما بملأ وقت فراغه، ليصبح فعلًا متكررًا لا يُطاق ويفسد استمتاعك بأصغر الأمور مثل متعة سماعك لضحكة طفلٍ صغير.

يقول روبن أيضًا أنه أصبح يتحمس لمنظر الأشجار في الطريق ويضحك لما تفعله قطط الشارع لذا فهو ليس بحاجة لشيء آخر يثير حماسته أو يُضحكه! وهنا إشارة إلى أنه حين تقوم بتصفية ذهنك ستتنبّه للكثير من الأمور حولك وستتفاعل معها بشكل “طبيعي” ولن تحتاج لتدخّل عامل آخر للتعبير عن مشاعرك.

نعم طبيعي، ولا تلتفت لمن يحاول أن يقلل من مشاعرك تلك أو يهزأ منها كونه سئم من النظر إلى هذه الأمور كل يوم، فهو ينظر إليها بعينه لا بقلبه.

ماهو التأمل؟

التأمل عبارة عن حالة تعمل على تهدئة واسترخاء العقل من أجل مد الجسم بالراحة والطمأنينة اللازمة. الهدف من التأمل هو تحقيق السلام الداخلي والوعي والنمو الروحي، وذلك من خلال التركيز على عملية التنفس وطريقة استجابة الجسم لذلك، والبيئة المحيطة.

( أينما تكن، كن هناك كليًا)

كيف تتأمل؟

تستطيع البدء بشيء بسيط مثل الجلوس في مقعدك لمدة 05 دقائق وتتنفس بعمق وبهدوء وتركّز مع أفكارك ولا تقاومها.

ولكي تتأكد أنك تفعل ذلك بشكلٍ صحيح

قدّم جاد ويستون أحد كبار مدربي التأمل في

"Ten Percent Happier”

:والذي كان يمارس التأمل لمدة 15 عاماً، 03أسئلة إرشادية يمكنك طرحها على نفسك أثناء التمرين

أين أضع انتباهي؟

 .لاحظ المكان الذي يفكر فيه عقلك وحاول إعادة تركيزه على أنفاسك

كيف أشعر الآن؟

 .فكر في حالتك المزاجية. لا تحاول تغييرها، أو مقاومتها فقط لاحظها ذهنيًا

ما هي نيتي؟

.ذكّر نفسك لماذا تريد ممارسة التأمل

 .مما يمكن أن يمنحك المزيد من الدافع للالتزام به

وقال إن الإجابة على هذه الأسئلة تساعدك على الشعور بمزيد من الحضور في الوقت الحالي، وفقاً لما ذكره لشبكة سي ان بي سي.

وأضاف ويستون: "يمكنك التأمل خلال ممارسة أنشطة بسيطة مثل تنظيف أسنانك أو طي ملابسك. سيظل لها تأثير ملموس على بناء عضلة اليقظة". 

يوفر التأمل بعض المساحة التي تحتاجها في حياتك لتتصل مع عقلك بشكلٍ أفضل، وفي بعض الأحيان الجلوس مع نفسك وتأمل أفكارك قد يكون كل ما تحتاجه لفهم ما حولك، لتستكشف أمورًا كثيرة عن ذاتك.

فأنت لا تحتاج لأجهزة وفحوصات باهظة الثمن، فإن كنت تعاني من التوتر والقلق المزمن، ننصحك بممارسة التأمل وتمارين التنفس. اُشعر بالهواء يتحرك داخلك ويتقلص بخفة مع كل شهيق وزفير. ستلاحظ تغييرًا في مزاجك ويهدئ المشاعر المرتبطة بالحزن والصدمات، ويقلل من أعراض القلق.

ويمكنك تجربة هذه الطريقة الآن

تسمى  "4-7-8" التنفس الشهيق لمدة 4 ثوانٍ، وحبس أنفاسك لمدة 7 ثوانٍ، والزفير لمدة 8 ثوانٍ، وتكرره عدة مرات.

 

ومن الأفضل أن تقوم بتجربة تقنيات مختلفة لمعرفة ما تفضل

 اِلتزم بالممارسة بإنتظام إن أمكن.

حاول إغلاق عينيك في فترة التأمل قد يساعدك ذلك على الإسترخاء أكثر.

إذا لم تكن متأكدًا من أين تبدأ، فجرب زيارة اليوتيوب أو برامج صوتية أخرى واستمع إلى تأملات توجيهية.

وتذكر أن تجربة التأمل تختلف من شخص لآخر. إذا وجدت أن هنالك ما يسبب لك القلق، ففكر في ممارسة تقنيات أخرى مختلفة.


وختامًا، يساعدك التأمل على رفع جودة تركيزك لتكون أكثر وعيًا بما يجول داخل عقلك من أفكار ومشاعر.

حاول أن تقوم بالتأمل لمدة 05 دقائق على الأقل كل يوم في الأسبوع وشاركنا تجربتك !

تأملًا ممتعًا.