استحقاق الذات

دليلك لتعزيز الثقة وتحقيق النجاح الشخصي

 

وصف مصغر عن المقالة:

استعد لاستكشاف عالم الاستحقاق الذاتي وتحقيق التطور الشخصي.

في هذه المقالة، ستكتشف كيفية تعزيز ثقتك بالنفس. سنساعدك أيضًا في رفع وعيك الشخصي وتحفيز تفكير إيجابي يدعم نموك

استعد للتحول الشخصي وتنمية قدراتك الشخصية من خلال استكشاف موضوع الاستحقاق الذاتي.

 

جميعنا شاهدنا موقفًا أو سمعنا قصصًا عن اشخاص كانوا عنيفين لأن لم يتم التعامل معهم بشكل مميز، أو لأنك لم تساعدهم علمًا انهم يرون ان مساعدتك لهم واجبًا وفرضُ عليك لأنهم يستحقون!، هل سمعت عن المشهور الذي لم تتوفر له طاولة في مطعم وثار غضبًا وقال " ألا تعلم من أنا ؟"، وأولئك الذين يتوقعون منك أن تتفق ولا تنتقدهم بتاتًا، الفئة الأنانية، مثل الموظف الذي يرى أنه يستحق الترقية وحق من حقوقه بغض النظر عن اداءه، والطالب الذي يثار غضبًا عندما لا يجتاز إختبارًا ويرى أنه .يستحق أن ينجح حتى إن لم يجتهد

وهنا يشعر الفرد بأنه يستحق معاملة خاصة أو تقديرًا فقط لمجرد وجوده وأن العالم مُدين له، أصحاب الإستحقاق المرتفع والمتضخم يميلون الى التطلب وأنهم يستحقون معاملة خاصة مختلفة عن سياسة النظام فقط بسبب هويتهم، نجاحهم، أو إذا صعدوا إلى أعلى السلم الإجتماعي فإنهم يشعرون أن الجميع مُدين ويجب أن يساعدهم وأن احتياجاتهم الشخصية تأتي قبل احتياجات الجميع، رغم أن ظاهريًا قد يكون ذو الاستحقاق العالي متعجرف و واثقًا من نفسه إلا إنها إشارة لإنعدام الأمان والخوف.

  

الاستحقاق بكل بساطة هو شعور عميق بأن الفرد يستحق الأفضل في حياته سواءً في الأمور المادية أو الروحية. 

 

اضطراب الشخصية النرجسية والاستحقاق 

يقول سيليغمان أن احترام الذات غير المكتسب (بعبارة أخرى، النرجسية) لا يؤدي فقط إلى شعور زائف بالاستحقاق، بل يمكن أن يؤدي أيضًا إلى السلوك الإجرامي والعنف، أي محاولات إجبار العالم على إعطائك ما تعتقد أنك تستحقه.  إن قدرًا كبيرًا من المشكلات الشخصية والمجتمعية تأتي من الأشخاص الذين يركزون كثيرًا على أنفسهم. يسميه مانسون إحساسًا زائفًا بالاستحقاق : الاعتقاد بأنهم يستحقون الشعور بالسعادة والرضا والنجاح دون الاضطرار إلى العمل من أجل ذلك. 

تتصف الشخصية النرجسية بالتمركز حول الذات، وتضخم الأنا، وعدم التعاطف، والشعور الوهمي بأهمية الذات

لذا قد يكون شعور الاستحقاق المتضخم جزءًا من إضطراب الشخصية النرجسية.

  

الاستحقاق المنخفض 

من المهم جدًا عند سعيك لهدف أو طموح ان تكون مؤمن أنك تستحق ذلك الهدف، تشعر وتؤمن داخليًا أنك تستحق ما تسعى إليه، قد يكون هدفًا كبيرًا وغير واقعي لمحيطك، قد يحبطك من حولك من أصدقاء او أسرة، يقولوا لك أن تترك الأحلام العالية لأصحابها أما انت فأسعى للقليل كما فعل من قبلك.

جميعنا بشكلٍ أو بآخر نطمح للأعلى والأفضل، تزوغ أعيننا لحياةِ الناجحين ونتمنى ما لديهم، لاواعيين أن رُبما ما يعطلنا عن تحقيق اهدافنا هو الشعور الداخلي المخفي بأننا لا نستحق ذلك النجاح، لا نستحق علاقة ناجحة، أو وظيفة مرموقة، أو منصب وجائزة، أشكال انخفاض الاستحقاق كثيرًا فليس بالضرورة أن يكون من الجانب المهني، قد يكون من الجانب الذاتي، أو الصحي.

 تقدير الذات المنخفض مرتبط بشكلٍ كبير ببرمجتك وأنت طفل من قبل الأسرة أو المجتمع، فإن التربية في المراحل الأولى من حياة الإنسان لها تأثير كبير في جميع جوانب حياته.

 

عدم التشجيع

مثل قصة الطفل الذي يأتي راكضًا لوالديه يعرض عليهم رسمة أو عمل مدهش حققه ولا يلاقي تشجيعًا، وقد يتم إحباطه وتقليل ما فعله و وصفه " بالعادي" متجاهلين إن الطفل في هذه المراحل يبحث عن الحب والإنتباه، فتركه جائعًا شعوريًا طوال الوقت ولا يتلقى أي نوع من التشجيع والفخر يؤثر بشكلٍ كبيرة في نظرته لذاته وإستحقاقه.

 

المقارنة

المقارنة بين الطفل وإخوته او أبناء عمومته من الاساسيات التي تؤثر بمدى استحقاقه. ترسخ لديه فكرة أنه مهما حدث ومهما أنجز ف لن يكون أفضل من فلان، متناسيين أن للكل إختلافات، رغبة الوالدين بأن يصبح طفلهم مثل طفلٍ آخر و كأن للتربية ليست جانب مهم في تأسيس الطفل، عوضًا عن ذلك يشبعوا الطفل بالمقارنة عوضًا عن اكتشاف مهارات طفلهم وقدراته.  

 

ولأن الوالدين المركز الأساسي لشخصية الطفل، فقد يتأثر بمدى إستحقاقهم.

فإن مقدار إستحقاق الأب و الأم أيضا عامل أساسي في تركيبة استحقاقية الطفل في البداية وعندما يصبح بالغًا.

 

محرضات انخفاض الاستحقاق الذاتي 

 

اكتشاف محرضات استحقاقك المنخفض تساعد بشكل كبير في رفع وعيك الذاتي، وايضًا لرفع استحقاقك 

  

المثالية المفرطة

المثالية وهم، لن تستطيع ولن تكون "مثالي" مهما فعلت وأنجزت، لابد أن تكون هنالك ثغرة، مشكلة، إذا كان سعيك في أن تكون مثالي فكأنك تدور حول دائرة مفرغة ، المثالية وقلة الثقة بالنفس وجهين لنفس العملة. 

سعيك للمثالية ما إلا خوف، خوف من الفشل، خوف من رأي الناس بك، دمّر تلك المخاوف والأصوات الداخلية في أن تكون كامل، وما الكمال إلا لله، تقبل عيوبك ومشاكلك، إسعى في حلِّهم ولكن لا تكن قاسي على نفسك، وتذكر أن أكثر الأشخاص نجاحًا ومثالية مليء بالعيوب، والفرق بينك وبينه أنه يعلم قدراته ويفعل بها ، أما انت فتجهد نفسك وتقمع رغباتك وتفعل أكثر مما يجب تحت حصار المثالية.

 

المقارنة مع الاخرين

" توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين ، انت على هذا الكوكب فقط لتكون على طبيعتك ! وليس محاكاة لشخصٍ آخر ، رحلتك في الحياة لتتعلم كيف تصبح على طبيعتك ولتحقيق أعلى وأصدق تعبير عن نفسك كإنسان، هذا سبب وجودك هنا " 

- أوبرا وينفري

إذا شعرت بأنك تقارن نفسك بالآخرين كثيرًا فأعلم أنك لست وحيدًا، قد تكون مقارنتك مبنية على أسس من الطفولة، بأن تكون دائمًا تحت ضوء المقارنة بينك وبين طفلٍ آخر، أو بسبب المشاهير أو الاشخاص الناجحين، علمًا ان كل مقارناتك مع الاخرين ليست كاملة لأنك لا تعرف حياة الشخص الآخر ولا تعرف أعماقِ نفسه، حتى أنت قد لا تعرف الجوانب المعتمة التي بداخلك وأمورًا كثيرة قد تجهلها عن نفسك أو لست واعيًا بها، مهما حاول عقلك بإحباطك تذكر بأنه وهم، فخ، لا أحد لديه العلم الكامل أنت لا تعرف شيء عن الفرد الآخر ، بدلاً من أن تلطم نفسك حزنًا حاول بأن تصنع حياتك الخاصة التي تريدها وتستشعر النعم وكن ممتنًا للنعم التي لديك.

 

حديث الذات المدمر 

"نفسك ستصدقك أي شيء تقوله لها وستحوله إلى حقيقة، فكن واعيًا لكلماتك"

دائمًا ما أرى مؤثرين يحثّوا على الحديث الايجابي مع الذات حتى وإن كان مزيفًا. 

إذا أنت لا تقبل الاهانة من أي احد فكيف تقبلها من نفسك؟ تفكر كثيرًا وتصبُ على نفسك انتقادات وكلمات سامة وجلد ذات، من أكثر الأمور تأثيرًا بالنفس هو حديثك مع نفسك، لاحظ صوتك الداخلي لاحظ عقلك كيف يحدثك، لاحظ أفكارك الابداعية عندما تأتي كيف يرد عليها عقلك، هل يجيب بالرفض والاستهزاء وأنك لا تستطيع؟ أم يشجعك بأن تُجرب؟

ادرك تمامًا أن حديثك السلبي مع نفسك ليس عيبًا، فقط عرض جانبي لافكار وكلمات تلقيتها عندما كنت صغير، إلى المراهقة، إلى البلوغ، لم تحظى بالدعم والتشجيع والحديث المشجع لك والفخر، ولكن الماضي ماضي، أنت الآن هنا تدرك أنك تستطيع ومسؤول عن هذه السلبية التي لا تستحقها، غيرّها، كن داعمًا وفخورًا بنفسك ولا تصبح أنت ضد نفسك.

  

من المهم معرفة أن للاستحقاق المنخفض اشكال عديدة.. قد يكون من الجانب المهني، او العاطفي، او الذاتي، ف ليس من الضروري أن يكون استحقاقك منخفض عاطفيًا ومهنيًا، قد يكون مهنيًا فقط، او عاطفيًا فقط، او ذاتيًا فقط، او اثنين سويًا، ولهذا من المهم معرفة 'أي جانب تفتقر فيه الاستحقاق'

  

معالجة الاسباب  

الإعتراف بنقص الثقة بالنفس 

أعترف لذاتك وكن حاضر لشعور الإستحقاق المنخفض، الاعتراف بنقص الثقة مع نفسك هو خطوة أساسية في رحلة تحسين الذات. عندما نكون صريحين مع أنفسنا حول نقاط ضعفنا وشكوكنا، نمنح أنفسنا الفرصة للنمو والتطور. إنها فرصة لفهم أسباب هذا النقص واتخاذ الخطوات اللازمة لتعزيز الثقة بأنفسنا. بالاعتراف بنقص الثقة مع أنفسنا، نمهد الطريق لتحقيق أهدافنا وبناء حياة أفضل وأكثر إشباعًا.

 

معرفة أسباب الاحساس بالنقص في الثقة 

تخيّل أن هاتفك تعطل، ولا تعرف ما السبب ف تأخذه إلى خبير مختص ليفتح هاتفك ويعرف أين العطل ويصلحه، هكذا الأمر معك ، تعمق في نفسك وأعرف من أين يأتي الشعور. هل هي أسباب نفسية؟ مقارنات وانت طفل من الطفولة ؟ هل بسبب الواقع الذي أنت فيه، مثلاً إذا كنت في بيئة عمل سامة بين زملاء يقللون من نجاحاتك ويركزون في إخفقاتك، او في علاقة عاطفية مع شريك سّام يقلل منك تارةً ولا يشعرك بأنك جيد بما فيه الكفاية.

  

رحمة الذات والتخلي عن الصورة المثالية

إرحم ذاتك وتحرر من كل التوقعات النفسية التعجيزية، مثل حديث أهلك " إذا ما دخلت الكلية الفلانية فأنت فاشل" او توقعات مدير عملك بأنك ستنجز كل يوم كأنك آلة ولست إنسان ، إرحم ذاتك بعد نهاية يومٍ مهلك.

 إمتن لنفسك ولإنجازتك بدلا من أن تشتكي وتقول أنك لم تفعل ولم تنجز ما كنت تريد انجازه لليوم.

 

التصالح مع الأخطاء وتقبلها

الإنسان خطّاءٌ بطبعه، جميعنا وأعني كل نسمة كل إنسان في العالم يخطىء، فإذنً لِما القسوة مع نفسك والشّدة عندما ترتكب خطأ وكأنك أرتكبت جريمة ؟ يرجع السبب أيضًا للطفولة وكيف تم التعامل مع اخطاءنا كأطفال، فالطفل الذي يكسر كأسًا او يرمي الوانً على اغطية السرير البيضاء ولا يتلقى ردة فعل قاسية من والديه ينشأ بشكلٍ سليم، ولكن الوالدين الذين ينشئون اطفالهم على مفهوم المثالية والخطأ ليس مسموح ولا موجود بالقاموس، يصنعون طفل يجلد نفسه كل ليلة لأنه أخطأ في حلّ سؤال، أو أخطأ في تسليم طلبية. 

الإعتراف بالخطأ فضيلة، أعترف بخطأك ولكن أنتقي الفاظك بعناية وابتعد عن لوّم الذات وشيطنة النفس لأن لها تأثيرٌ عليك وعلى المستمع، وقد يميل المستمع بالإشتراك في جلد ذاتك فتصبح أنت والمستمع ضد نفسك. 

 

التحدث عن الإنجازات بفخر ودون خجل 

"كن دائمًا على يقين أنك فريد في هذا العالم، ولا تتردد في السعي للتميز، فالتمييز هو مفتاح النجاح وتحقيق أهدافك." 

ولأننا جيدون جدًا في تحديد إخفاقاتنا وتمييزها ننسى إنجازتنا وقد تصبح أمورً لا تذكر ، او نتردد في ذكرها لعدم وصفنا بالغرور أو خوفًا من التقليل بها، فإن سألتك عدد لي اخطاءك لهذا الشهر فقد تنطلق وتصف لي قائمة كاملة، ولكن إن سألتك عن انجازاتك؟ تتردد، تتأتاة ويصعب عليك لأنهم منسيين!، احتفل بكل إنجاز تفعله مهما كان بسيطًا. حققت صفقة عمل؟ احتفل، نجحت في سنة دراسية؟ احتفل ، لديك موهبة أو مهارة مميزة؟ تحدث عنها وإفتخر بها.

اكتب في ورقة كل الأمور المميزة فيك، مواهبك أو صفاتك ، واقرأهم واجعلهم أمامك وذّكر نفسك بهم كل ليلة وإمتن لنفسك ،احتفل بتميزك.

  

المظهر والاهتمام 

اهتمامك لمظهرك الخارجي له تأثير مهم في مستوى إستحقاقك بنفسك. كيف؟ شعورك الداخلي ينعكس على مظهرك، فإن كنت تشعر أنك قليل، غير كافي، لا تحب مظهرك أو شكل جسمك، ثقتك بالتالي لن تكون عالية ولن تبذل المجهود في أن يكون شكلك مهذب ومرتب، وأنا لا أقصد الملابس الغالية لتحدد قيمتك من خلالها، ما أعنيه أنك لا تبذل المجهود وتشعر انك تستحق أن يكون شكلك مهذب، ملابس نظيفة جديدة، تغيير من فترة لفترة ، لا تكرر نفس القميص كل يوم، تغير واكتشف أسلوبك الخاص والمحبب في الملابس، قص شعرك واحلق واهتم بنظافة وجهك، تشتري روائح وعطور تحبها فقط لأنك تشعر أنك تستحق ان تكون بأفضل شكل، صحيح أنه خارجي لكنه يعطي انطباعًا مهم عن مدى حبك وتقبلك لنفسك.

  

في الختام، تقبل الذات ورفع الإستحقاق هي رحلة شخصية تتطلب وقتًا وجهدًا، ولكنها تمثل السبيل إلى السعادة والنجاح. عندما نقبل أنفسنا كما نحن، بكل إيجابياتنا وسلبياتنا، نبني أسسًا قوية للثقة والتفاؤل. إنها مفتاح الارتقاء بحياتنا الشخصية والمهنية والعلاقات الاجتماعية. فلنبدأ هذه الرحلة نحو تقبل الذات بصدق وعاطفة، لنجد .السلام الداخلي ونكون قادرين على تحقيق أعلى إمكانياتنا

حلا البكري
مدققة لغوية
حلا البكري
مدير التشغيل
خلود خالد البناء
مصممة وسائط
خلود خالد البناء
رئيسة قسم التصميم الإبداعي