
آن المنقذة
بقلم/ نهى الغامدي
وجدت هذه الشابة الغامضة تطفو في نهر السين بباريس عام 1880، حيث امتلكت وجهًا جميلًا لم يؤثر الغرق فيه..
وحيث أنه لم يوجد على وجهها أو جسدها أثر للتعنيف افترضت السلطات الفرنسية أنها انتحرت.
أُخذت الفتاة للمشرحة وعرضت للعامة على طاولة رخامية كعادة ذلك الوقت لكثرة المنتحرين في نهر السين أملًا في تحديد هويتها،
ولأنها جميلة، بل ولها ابتسامة رقيقة قيل أنها "تنافس ابتسامة الموناليزا" حيث كانت مشرقة ومثيرة للراحة أكثر من فتاة حية
أسرت كل من نظر إليها وتزاحم الناس حول المشرحة مما جعل الشرطة تغلق المنطقة المحيطة بها..
لكن أكثر من أُغرم بوجه الفتاة كان طبيب الأمراض في المشرحة، سحرته مما جعله يقوم بتصميم قناعًا من الجبس لوجهها وابتسامتها.
قناع الشابة ذات الوجه الذي يجلب طمأنينة الموت بات مشهورًا ومتداولًا بين الناس في أرجاء أوروبا، بل البعض بدأوا بوضع شبيهًا به كديكور يزين منازلهم..
ألهم قناع الفتاة الشعراء والكتاب الذين أخذوا في وصفها في العديد من القصائد أو الكتب منهم الكاتب ريتشارد لو غاليان الذي كتب عنها في رواية "عابد الصورة" كذلك الفليم الألماني Unbekannte أقتبس من وجهها الجميل كذلك الكاتب نابوكوف طاله لعنة الوجه الجميل في قصيدة نشرت له أستلهم منها.
بصورة أو بأخرى شاهدنا وجه هذه الفتاة الغامضة وذلك حين قرر صانع الدمى آسموند لاردال بصنع دمية بحجم الإنسان أخذ قناع الموت وجهها له وذلك لتدريب المسعفين وتلاميذ الطب طريقة الإنعاش القلبي الرئوي بطريقة قبلة الحياة ( الفم بالفم مع الضغط على الصدر ) أطلق عليها اسم " آن المنقذة "